روائع مختارة | روضة الدعاة | زاد الدعاة | حسين بن غنام...

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
روائع مختارة
الصفحة الرئيسية > روائع مختارة > روضة الدعاة > زاد الدعاة > حسين بن غنام...


  حسين بن غنام...
     عدد مرات المشاهدة: 3335        عدد مرات الإرسال: 0

¤ كانت له اليد الطولى في العلم ومتونه:

الشيخ حسين بن أبي بكر آل غنام، من قبيلة بني تميم، ولد في بلدة المبرز، ونشأ في الأحساء، وقرأ على علمائها وأعلامها، ثم إنتقل إلى الدرعية، فإتصل بالشيخ محمد بن عبدالوهاب، فدرس عليه وعلى أبنائه، حتى أدرك وصار في عداد علماء عصره.

قال ابن بشر: كانت له اليد الطولى في العلم ومتونه، وله معرفة في الشعر والنثر، وصنف المصنفات، ألف تاريخ نجد المسمى بـ -روضة الأفكار والأفهام لمرتاد حال الإمام وتعداد غزوات ذوي الإسلام- وهو عبارة عن تاريخ الدعوة السلفية وأعلامها.

توفي رحمه الله في شهر ذي الحجة سنة خمس وعشرين ومائتين وألف من الهجرة  1225هـ.

* موقفه من المبتدعة:

كان من خيرة تلامذة شيخ الإسلام محمد بن عبدالوهاب وأفضل من جمع أخبار الشيخ في كتابه: روضة الأفكار، وله في العقيدة السلفية: -العقد الثمين في شرح أصول الدين-.

وله مواقف طيبة، منها قوله: ومعنى ظهور الإسلام غريبا أن الخلق قبل مبعثه صلى الله عليه وسلم كانوا على ضلالة، فدعا إلى الإسلام فلم يستجب له إلا الواحد بعد الواحد من كل قبيلة. وكان المستجيب له خائفا من عشيرته وقبيلته يؤذى ويشرد ويعذب ويقتل، فيهربون إلى البلاد النائية كالحبشة، ثم إلى المدينة بعد الهجرة.

فصار الداخلون في الإسلام قبل الهجرة غرباء، ثم أتم الله تعالى نعمته على المسلمين، وأكمل لهم دينهم، فلما قُبض سيد المرسلين إستمروا على الإستقامة والتعاضد والنصرة في خلافة أبي بكر وعمر رضي الله عنهما، حتى أعمل الشيطان مكايده على المسلمين، وألقى بأسهم بينهم، وأفشى فيهم فتنة الشهوات والشبهات، فأضلَّ أكثر المسلمين بهما معا أو بإحداهما، فكان ذلك كما أخبر به رسول الله صلى الله عليه وسلم.

وفي صحيح البخاري: عن عمرو بن عوف، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «والله ما الفقر أخشى عليكم، ولكن أخشى أن تبسط الدنيا عليكم كما بسطت على من كان قبلكم، فتنافسوها كما تنافسوها، فتهلككم كما أهلكتهم».

وفي صحيح مسلم: عن عبدالله بن عمرو، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «كيف أنتم إذا فتحت عليكم خزائن فارس والروم؟ أي قوم أنتم؟» قال عبدالرحمن ابن عوف: نقول كما أمر الله تعالى، قال: «أو غير ذلك، تتنافسون ثم تتحاسدون ثم تتدابرون ثم تتباغضون»، وفي الصحيحين من حديث عقبة بن عامر عن النبي صلى الله عليه وسلم معناه أيضا.

ولما فُتحت كنوز كسرى على عمر بن الخطاب رضي الله عنه بكى وقال: إن هذا لم يفتح على قوم قط إلا جعل بأسهم بينهم، أو كما قال.

وكان النبي صلى الله عليه وسلم يخشى على أمته هاتين الفتنتين، كما في مسند الإمام أحمد، عن أبي برزة، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «إنما أخشى عليكم شهوات الغي في بطونكم وفروجكم ومضلات الفتن». وفي رواية: «ومضلات الهوى»، فلما عمت فتنة الشهوات وأصبح هم الخلق منصرفا إلى الدنيا وزينتها، إرتكبوا المعاصي والكبائر، وأصبحوا متباغضين متدابرين، بعد أن كانوا إخوانا متناصرين.

وأما فتنة الشبهات والأهواء المضلة، فسببها تفرق المسلمين، فصاروا شيعا وفرقا وأحزابا، يعمهون في الضلال، ويفتحون أبواب البدع والغي، فتحاسدوا وتباعدوا وتقاطعوا، بعد أن كانوا على قلب رجل واحد، ولم ينج منهم إلا الفرقة الناجية، وهم المذكورون في قوله صلى الله عليه وسلم: «لا تزال طائفة من أمتي ظاهرين على الحق، لا يضرهم من خذلهم أو خالفهم حتى يأتي أمر الله وهم على ذلك»، وهم الغرباء المذكورون في هذه الأحاديث، الذين يصلحون إذا فسد الناس، ويصلحون ما أفسد الناس، وهم الذين يفرون بدينهم من الفتن، وهم النزاع من القبائل.

وخرَّج الطبراني من حديث ابن مسعود، عن النبي صلى الله عليه وسلم في أشراط الساعة قال: «وإن من أشراطها أن يكون المؤمن في القبيلة أقل من النقد» أي صغار الغنم.

وفي مسند الإمام أحمد عن عبادة بن الصامت أنه قال لرجل من أصحابه: «يوشك إن طالت بكم حياة أن ترى الرجل قد قرأ القرآن على لسان محمد صلى الله عليه وسلم، فأعاده وأبدأه، فأحل حلاله، وحرم حرامه، ونزل عند منازله، ما يجوز فيكم إلا كما يجوز رأس الحمار».

ومنه قول ابن مسعود رضي الله عنه: سيأتي على الناس زمان يكون المؤمن فيه أذل من الأمة، وإنما ذل المؤمن في آخر الزمان لغربته بين أهل الفساد والضلال، ومباينته لهم في قصدهم، ومخالفته طريقهم.

قال أحمد بن أبي عاصم -وكان من كبار العارفين في زمن أبي سليمان الداراني-: إني أدركت من الأزمنة زمانا عاد فيه الإسلام غريبا، وعاد وصف الحق غريبا كما بدأ، إن ترغب فيه إلى عالم وجدته مفتونا بحب الدنيا يحب التعظيم والرياسة، وإن ترغب فيه إلى عابد وجدته جاهلا في عبادته، مخدوعا، صريع عدوه إبليس، قد صعد به إلى أعلى درجات العبادة وهو جاهل بأدناها فكيف له بأعلاها.. إلى آخره، خرجه أبو نعيم في الحلية.

وخرج أبو الشيخ الأصبهاني بإسناده إلى الحسن قال: لو أن رجلا من الصدر الأول بُعث اليوم ما عرف من الإسلام شيئا إلا هذه الصلاة، ثم قال: أما والله لئن عاش على هذه المنكرات فرأى صاحب بدعة يدعو إلى بدعته، وصاحب دنيا يدعو إلى دنياه، فعصمه الله تعالى وقلبه يحن إلى ذكر السلف، فيتبع آثارهم ويستن بسنتهم ويتبع سبيلهم، كان له أجر عظيم.

ولقد مدح كثير من السلف السنة، ووصفها بالغربة، ووصف أهلها بالقلة، فكان الحسن رحمه الله تعالى يقول لأصحابه: يا أهل السنة ترفقوا رحمكم الله، فإنكم من أقل الناس، وقال يونس بن عبيد: ليس شيء أغرب من السنة، وأغرب منها من يعرفها، وعن سفيان الثوري قال: إستوصوا بأهل السنة خيرا فإنهم غرباء.

والمراد بالسنة عند هؤلاء الأئمة طريقة النبي صلى الله عليه وسلم التي كان عليها هو وأصحابه، السالمة من الشبهات والشهوات، وهي التي ورد أن للمتمسك بها والعامل أجر خمسين ممن قبلهم، والمتمسك بدينه كالقابض على الجمر.

ثم صارت السنة في عرف كثير من العلماء المتأخرين هي السالمة من الشبهات في الاعتقادات، خاصة في مسائل الإيمان بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الآخر، وكذلك في مسائل القدر وفضائل الصحابة، وصنفوا في هذا الباب تصانيف سموها -كتب السنة-، وإنما خصوا هذا العلم باسم السنة لأن خطره عظيم، والمخالف فيه على شفا جرف.

المصدر: موقع دعوة الانبياء.